-->

إرتفاع سعر الدولار بمصر | عائق جديد للمهاجرين أم حافز أقوى؟

 فجأة وبدون مقدمات قفز الدولار في مصر من سعر 19.63 تقريبًا لما يفوق ال 23 جنيه مصري في يوم واحد!! غي وجود توقعات لوصول سعرها الفترة المقبلة لما يزيد عن ال 30ج للدولار الواحد!!

الأمر الذي جعل الأفكار السيئة تقفز إلى الأذهان وتتزاحم وترتطم ببعضها كما لو كانت هذه الأفكار قد تحولت إلى أشخاص في ميدان التايمز سكوير .. أصبح المصريين في حالة قلق وترقب لما قد يحدث نتيجة زيادة سعر الدولار المتحكم الأساسي في جميع مستلزمات الحياة كالأكل والشرب والمسكن والكهرباء والمواصلات وغيرهم.

زيادة سعر الدولار في مصر
زيادة سعر الدولار في مصر

ولكن هذا هو تفكير المواطن العادي الذي لا يشغل عقله سوى بالحياة للأبد في بلده سواء بوظيفة ثابتة أو حتى كاجوال طالما كفي مصروفات بيته ، فما هو الحال بالنسبة للمهاجرين أو الراغبين بالهجرة؟

إذا كنت بالفعل قد هاجرت نهنئك .. أنت قد حصلت على مفتاح تجاوز من مواجهة وحش سعريقوي قادر على إلتهام الأخضر واليابس .. أما لو كنت مازلت داخل مصر ولم تبدأ بعد إجراءات الهجرة .. عزيزي دعني أساندك .. لا تحزن .. نعلم حجم المأزق الذي تواجهه ، ونحن هنا اليوم لنفكر سويًا في طريقة إنقاذ ما يمكن إنقاذه .. لنتحدث ونفند المشكلة قطعة قطعة وما يمكننا فعله لمواجهتها.

لذا .. هيا بنا .. لنحضر فنجان القهوة ولنبدأ حديثنا لليوم على بركة الله

إرتفاع سعر الدولار بمصر

هناك عدة مشكلات تواجه من يرغب بالهجرة من مصر .. أهم هذه المشكلات هي تكاليف السفر وإستخراج أوراق الهجرة ، وبالطبع إرتفاع سعر الدولار في مصر إنعكس على ذلك إنعكاس كبير ، فعلى سبيل المثال ستجد أن إختبارات اللغة الإنجليزية مثل أيلتس أو PTE ستزداد قيمتها كثيرًا بعدما كانت بما يعادل 3900ج مصري تقريبًا ، كم سيكون سعرها بعد الزيادة التي قد تزداد أكثر لاحقًا في رأيك؟

ليس ذلك فقط ، بل أن أسعار تذاكر الطيران والفيزا نفسها ستزداد وكذلك أسعار إستخراج الأوراق الرسمية كشهادات الميلاد المترجمة من الصحة والفيش والتشبيه المترجم وغيرهم.

على سبيل المثال: كانت فيزا 189 الشهيرة لهجرة العمالة الماهرة إلى أستراليا بسعر 4240 دولار ، هي في الحقيقة مازالت بهذا السعر ، ولكن تغيرت قيمتها بالجنيه المصري نتيجة إرتفاع سعر الدولار ، فبعدما كانت تساوي ما يعادل: 83 ألف جنيه تقريبًا أصبحت بما يعادل: 97 ألف جنيه تقريبًا وأكثر.

بعد أن وضحنا نقطة ما ستواجهه بالنسبة للمصروفات .. إليك السؤال الجوهري الذي يجب عليك أن تركز تركيز كامل على إجابته.. ألا وهو:

هل الأفضل أن أظل في مصر أم أستمر بالسعي للهجرة؟

الإجابة تحتاج لدراسة منطقية ملخصة في مجموعة سطور بسيطة للغاية.

أولًا: لو فضلت البقاء في مصر:

هذه النقطة يجب عليك أن تقسمها أيضًا إلى فرعين .. هل ستظل في مصر للأبد أم حتى تحصل على التكاليف اللازمة لهجرتك؟

أن تنظل في مصر للأبد بناءًا على معطيات البلد الإقتصادية اليوم يعني إنك في حاجة لضمان وتأمين مصدر دخل إضافي قوي وليس مجرد مصدر دخل ضعيف لا يغنيك عن الزيادات القادمة المتوقعة والتي قد تصل لضعف الأسعار الحالية.

يمكنك فعل ذلك فقط إذا كنت تعمل عبر الإنترنت ولديك دخل دولاري مثل العمل على إنشاء محتوى رقمي على اليوتيوب وفيس بوك وغيره أو العمل بمجالات البرمجة والعمل الحر كـ Freelancer.

أما لو إعتمدت على الوظائف في القطاعات العام والخاص فيجب أن تكون وظيفتك ذو دخل مرتفع وخبراتك ومؤهلاتك تؤهلك للحصول على Position جيد في هذه الوظائف بمرتبات مرتفعة تكفي لما سيحدث لاحقًا.

الحل الثالث أن يكون لديك البيزنس الخاص بك ، فإن كان لديك بالغعل فلن تتأثر حياتك بإرتفاع أو إنخفاض الدولار من الأساس لأن من يتحمل الزيادة الحقيقية هو العميل وليس التاجر أو صاحب ومقدم الخدمة أو المنتج.

هذا في حالة ظللت في مصر للأبد.

أما لو فكرت في أن تظل في مصر حتى يمكنك جمع المال اللازم للهجرة فقد لا تستطيع فعلها من الأساس .. السبب كما قلنا في بداية المقال هو أن الدولار قد يزداد سعره كما هو متوقع ليصل إلى 30ج للدولار أو أكثر ، وهو ما سيجعل كل 100ج كنت تحتاجها اليوم للهجرة ستحتاج بدلًا منها إلى 150 أو 200ج فيما بعد مما يجعلك تعمل في ساقية دوارة لا تنتهي أبدًا.

والحل الوحيد هو أن يكون مصدر دخلك قوي للغاية وسريع أيضًا في جني الأرباح بما يشابه مبدًا "إنتش وإجري" الشهير .. فإن إستطعت توفير المال سريعًا فقم بفعل ذلك اليوم قبل الغد.

حسنًا .. ماذا لو كنت أستطيع توفير المال اللازم لهجرتي اليوم؟

هذا هو ما أفضله لنفسي. وبالتأكيد لغيري ، ولكن القرار لك أولًا وأخيرًا.

تنويه هام: أنا لست مكتب هجرة ولا إٍستشاري هجرة ، ما أقوله وأكتبه لك هو مجرد إجتهاد شخصي ونصائح لنفسي ومعارفي قبلما يكون لغيري ، فإن أردت إتباع تلك النصائح فالمسئولية كاملة عليك وحدك.

لماذا الهجرة أفضل من أن أظل داخل مصر؟

قبل أسابيع قليلة كلما كنت أتحدث مع أحد معارفي عن أن السفر والهجرة أفضل كثيرًا من حيث مستوى المعيشة كان ينظر لي كما لو كنت شخص خيالي غير مرتبط بالواقع وعدم الرضا هذا سيكون لعنةً علي في حياتي ، نعم أنا من الأشخاص الذين يعانون التفكير المفرط Over Thinking ولكن لأسباب منطقية.

زيادة الأسعار مع ثبات أو ضعف زيادة المرتبات ستقلل من مستوى المعيشة وستحولنا في النهاية جميعًا لأشخاص لا يستطيعون توفير قوت يومهم ، فلماذا لا أسعى للأفضل كمستوى معيشة وحياة؟

هذا ما أحاول شرحه منذ فترة كبيرة ، المهم ، لو ظللت أكثر من ذلك لن تستطيع أن توفر المبلغ المطلوب نهائيًا للسفر فيما بعد. وستظل على نفس حالك للأبد إلى أن يتوب علينا الخالق عزوجل ويجعل لنا مخرجًا.

المفاجأة أن جميع من كانوا يقولون "إحنا أحسن من غيرنا" وعلينا بالرضا حتى تتغير الأحوال أصبحوا الأن يسعون للهجرة أكثر من غيرهم!

ولاحظ شئ ، لن يقول لك فلنظل هنا إلا من لم يطوله فك وحش الأزمة الإقتصادية الحالية حتى الأن ، ولكن بعدما يفاجئ بأن دخله مهما كان كبير أصبح يضيع بدون سبب سيعلم أن الوقت قد حان وبقوة لأن يصحح من مفاهيمه ورغباته.

لذا فنصيحة مني شخصيًا: لو كان بإمكانك الهجرة فورًا هاجر ، ستفيد نفسك وعائلتك بما قد تحصل عليه بالخارج من مال سواء كان سفرك أبدي أو تنوى الرجوع بعد تحسن الأوضاع الإقتصادية ، أما لو لم تكن تسعى للهجرة من الأساس فأنت في حاجة للجلوس أمام شاشة حاسوبك وجس نبض معارفك وأقاربك الإقتصادية ودراسة ما سيحدث الأيام القليلة المقبلة بعد زيادة سعر الدولار.

قم بنشر رأيك في التعليقات على هذه التدوينة بالأسفل وشاركنا بما تظن أنه الأفضل للجميع بمشيئة الرحمن.

تحياتي - محمد فايز - مدير مدونة هجرة العرب إلى كندا

Mohamed Fayez
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع هجرة العرب إلى كندا .

جديد قسم : قبل الهجرة

إرسال تعليق