عيوب كندا
مقدمة بسيطة
الهجرة لمجرد الهجرة ليست هدفاً في حد ذاتها , الهدف هو إيجاد مكان جيد يصلح كوطن جديد , فالمهاجر يسعى دائماً إلى الوصول إلى بلد أخرى لا توجد بها نفس المشكلات التي واجهها في بلده , ومع بحثه عندما يجد بلدأ ما لا توجد بها مشكلات وسلبيات الحياة في بلده يبدأ حلمه بالهجرة , فالمهاجر يسعى دائماً بحثاً عن مميزات إضافية له كإنسان طبقاً للترتيب المناسب له ليمكنه الحياة والإستمرار بدون المزيد من الضغوط التي يفرضها عليه التواجد بوطنه الأم.
وذكرنا أنه يسعى للميزات بترتيب محدد , يختلف ذلك من شخص لأخر , فهناك أشخاص يتمتعون بحياة مادية جيدة ولكنهم يشعرون بأن التعامل مع شعوبهم صعب بسبب الأخلاقيات أو التمر أو التعصب في حالة الأقليات الدينية والعرقية وغيره , والبعض الأخر يجد نفسه يعمل أكثر من ستة عشر ساعة يومياً (16 ساعة) من أجل لا شئ سوى طعام لا يكفيه وحده , فما بالك بأسرته لو كان يكفل زوجة وأولاد؟ والبعض في حالة أصعب من كلاهما فتضيق الضغوط عليه دائرة الحياة وتجعله يسعى للهروب لأي مكان بدون التفكير في العوائق أو سلبيات هذا المكان الجديد ولمجرد أنه علم بعض مميزاته فقط لا غير.
هنا للأسف تحدث المشكلة , فالخطأ التي يقع به أغلبية المهاجرين سواء لكندا أو أمريكا أو غيرهما هو البحث مميزات تعالج سلبيات أوطانهم دون البحث عن عيوب وسلبيات هذا البلد الجديد , وقد تكون عيوبه وسلبياته بالنسبة للبعض أسوأ من سلبيات أوطانهم الأم للأسف.
لذا فدورنا اليوم هو توضيح أهم عيوب وسلبيات الحياة في كندا , ذلك ليكون لديك دراية كاملة عزيزنا الباحث عن الهجرة عن الحياة في كندا , وإذا كنت ترغ بالتعرف على المميزات يمكنك قراءة مقالنا : إيجابيات ومميزات الحياة في كندا.
فلنبدأ على بركة الله
![]() |
سلبيات الحياة في كندا |
كما سبق وأوضحنا فإن الكثير تختلف بالنسبة لهم درجة وأهمية هذه العيوب , فما تجده أنت شئ سلبي يجده غيرك إيجابياً , وسنوضح ذلك أثناء رصدنا لأهم العيوب للحياة في كندا.
عيوب الحياة في كندا
العمل
ذكرنا أنه من ضمن مميزات كندا توفر فرص العمل وإنخفاض نسبة البطالة بها لأقل مستوياتها في السنوات الأخيرة حتى إنها تكاد تختفي نهائياً وهو السبب الرئيسي لدفعهم لطلب مهاجرين جديد سنوياً , فعجلة التنمية لا تستمر بالنمو بدون أيدي عاملة , وحاجة سوق العمل والشركات الجديدة لعمالة وموظفين بإستمرار لن تختفي بل ستزيد , ولكننا ذكرنا أيضاً أنه هناك جانب سلبي لميزة العمل وهي الحصول على عمل في نفس مجالك أو عمل يناسبك وتحلم به.
فمن السهل ومن أول يوم لك في كندا أن تجد عملاً بفندق أو كسائق أو مندوب توصيل وغيرها من الأعمال الغير مرغوب بها من أحد هناك , حتى أن أمازون و وولمارت قاموا بتعليق لوحات تطلب عمالاً بداخل متاجرهم بأجر 11 دولار في الساعة تقريباً (يختلف الأجر من وقت لأخر وطبقاً للأسباب كنقص العمال وقت جائحة كورونا السابقة) , ولكنك لن تجد وظيفة أحلامك كمدير بشركة جيدة حتى لو كانت هذه هي وظيفتك أساساً في بلدك من أول يوم هجرة , بل ستظل تسعى لأسابيع وفي بعض الأحيان شهوراً حتى تصل لما تريده , وعلاج هذه النقطة هو أن تعمل في خلال هذه الفترة بأي وظيفة مهما كانت , العمل يؤكد على إنك شخص لا يتأثر بالظروف ويمكنه التعايش مع أي ضغوط أو مشكلات وستجد أن ذلك يدعم موقفك أثناء التقديم على عمل ولا يقلل من شأنك هناك .. بالعكس تماماً.
خبراتك في بلدك أيضاً قد لا تؤهلك للعمل بوظيفة أحلامك بشكل سريع مما قد يجعلك في حاجة للدراسة من جديد أو تعلم لغة إضافية مثل الفرنسية بجانب الإنجليزية مثلاً وغيرها من المتطلبات التي قد تكون مطلوبة للعمل بوظيفة أحلامك , ويحدث ذلك بالأخص في مقاطعة كيبيك التي تتطلب اللغتين بشكل كبير دائماً في أغلب وظائفها.
فضع في إعتبارك إنك لن تعمل في الوظيفة المناسبة لك في كندا ولكنك ستسعى لتطوير قدراتك وخبرتك الكندية ولغاتك بما يتناسب بها ولتعمل بها حتى ولو بعد سنوات من وصولك وإقامتك هناك.
وبالطبع عملك بوظيفة من الوظائف السابق ذكرها في البداية سيضيف عبئ أخر لأن الأجور لهذه الوظائف قد تكون ضعيفة إلى حد ما مقارنة بتكاليف المعيشة هناك , فلن تستطيع توفير المال الذي تتوقع أن توفره هناك أثناء عملك بهذه الوظائف للأسف ولكنك ستحصل على أجر يناسب هذه المصاريف على الأقل ويغطي مصاريف حياتك الأساسية كالإيجار والفواتير والضرائب والطعام والشراب والمواصلات وغيرهم القليل.
كندا بلد الحياة به غالية , مصاريفه كثيرة وضرائبه , فإن سعيت للهجرة ولم يكن لك غطاء مالي جيد فلا ننصحك بأن تأخذ أسرتك معك في البداية على الأقل حتى تستقر ظروفك.
الأخلاق
الشعب الكندي شعب مؤدب وقمة من القمم في الذوق والأدب والإحترام , وهذه ميزة خرافية يتمناها كل شخص , ولكنها في نفس الوقت مشكلة كبيرة لمهاجر جديد , تخيل معي إنك ذهبت في مقابلة عمل Interview , ستجد أن المسئول عن تعيينك بعد سؤاله لك لبعض الأسئلة ووجد أنك غير مناسب لن يقول لك ذلك أو الأسباب ولن يظهر لك من الأساس أنك قد تم رفضك , بل سيقول رائع ومدهش وسنسعى للتواصل معك في أسرع وقت بإبتسامة عريضة , لن يحاول أن يتحدث معك عن عيوبك أو ما يمكنك فعله لتصبح أفضل ويمكن أن يتم قبولك في العمل , فهو يجد ذلك شئ غير لبق وتدخل فيما لا يعنيه أو من السئ والغير أخلاقي أن يقول لك أنت سئ في كذا أو كذا , لذا فلن تجد مساعدة لتحسين نفسك إلا لو حاولت أنت أن تعرف عيوبك بالظبط أو وجدت هناك من تسأله عن ذلك ويجيبك بصراحة يتميز بها وبلا فخر كل عربي.
في مصر تجد أنك أثناء الإنترفيو يقوم من يختبرك بإظهار عيوبك لك ويقول لك ما هي مهاراتك الضعيفة والتي تحتاج لتحسين ولماذا لن يستطيع قبولك في العمل ويقول لك إفعل كذا وحاول مرة أخرى , أما في كندا فالوضع مختلف ولن تجد هذا الإرشاد.
فهو قد يكون قاسي عليك ولكنه بذلك يساعدك لمعرفة مشكلاتك التي لو لم تعلمها فقد لا يتم قبولك في أي مكان , وبذلك فهو يساعدك على تطوير نفسك.
لذا فإن رأيت علامات الإنبهار على وجه ال HR فإعلم من ذلك الوجه الملائكي البرئ عاطي الأمل أنه هناك رفض أقسى بكثير قادم بالطريق.
لا يمكنك أن تلومه , فهو يعتقد أنه من غير اللطيف أن يقول لك ما هي مشكلاتك , وفي نفس الوقت لا يمكنك أن تسأله لأنك بذلك أولاً تقوم بإحراجه وثانياً لو في الأساس كان يرغب في تعيينك وسألت أنت ذلك السؤال فسيظهرك بمظهر الغير واثق من نفسه وهي علامة سيئة للغاية لشخص ذاهب للعمل ويتقدم في الإنترفيو ويدل على أنه ليس لديه أي خبرة بهذا المجال مما يسجعلك تقع أيضاً ويتم رفضك.
مشكلة الأخلاق لا تنطبق على العمل فقط , بل ستجدها في مختلف مجالات الحياة , فقد تقابلك أثناء محاولتك لتأجير شقة أو التعرف على شخصاً ما , ستجد الإبتسامة ولكن في الحقيقة قد يكون في غير رغبة للتعامل معك. لذا فالكثير من المهاجرين الجدد يجدون أنه من الصعب إيجاد أصدقاء كنديين , وذلك لأن المهاجرين لا يكونوا أصلاً على علم بماهية المشكلة بهم من الأساس , هل هي كثرة العطو التي نضعها كمهاجرين مثلاً (الكنديين يكرهون كثرة العطور ويحبون أن يكون الشخص نظيفاً بدونها بالإهتمام بالنظافة الشخصية فقط) , أم أن السبب جنسيتهم الأصلية؟ أم كثرة أسئلتهم ؟ أم لكنتهم الضعيفة في لغة من اللغات الأساسية أم طريقتهم في التعامل (لا يحب الشخص الكندي أن يلمسه شخص أخر حتى ولو كان صديق إلا نادراً وهو أمر صعب بالنسبة للعرب الذين إعتادوا حتى الضرب بهزار على الوجه ومؤخرة الرأس) ويا لها من مسخرة ما قد يحدث لك إذا لمسته فقط.
الطقس
يختلف الطقس في كندا طبقاً لتواجد المقاطعة الجغرافي على دائرات العرض وإقترابها من المحيط والشمال من عدمه , فهناك مقاطعات بها الطقس مذهل ومناسباً تماماً لقاطني الشرق الأوسط مثل مقاطعات جنوب كندا وأهمها برونزويك والمقاطعة العاصمة أوتاوا وغيرهم , ولكن غالبية المقاطعات تصل فيها درجات الحرارة لدرجات بروددة قاسية وفي بعض الأحيان لسالب 1 و 2 تحت الصفر.
وحتى في الصيف .. برغم درجة الحرارة اللطيفة والمميزة لكندا إلا أن أشعة الشمس ضارة للغاية , وهناك عدد لا يستهان به من المصابين بأمراض جلدية خطيرة بسبب الإشعاعات الشمسية في كندا , لذا فيجب عليك أن تضع بعض الكريمات الخاصة لك ولأطفالك لحمايتهم من الأشعة الضارة للشمس.
بشكل عام في أثناء الجو البارد فالحياة لديك سهلة بسبب توفر الكثير من الحلول المتاحة بالأساس في كل مكان هناك مثل تدفئة المنازل والسيارات والمواصلات التي تعمل بشكل متواصل وكذلك الملابس الثقيلة التي تنتشر أكثر من غيرها هناك ولكن الشتاء في كندا طويل , ولن يكون من السهل عليك الخروج مثلاً للتنزه على البحيرات وفي الغابات بذلك الشتاء القارص إذا كنت قد إعتدت على جو حار أو مشمس بإستمرار. وستجد نفسك أقصى ما يمكنك فعله هو الجلوس بالمنزل أو نادي أو مول دون الخروج من هذه الجدران إلا إلى داخل سيارتك أو وسيلة نقلك.
وهناك كما ذكرنا مقاطعات أخرى درجات الحرارة بها جيدة بل وقد تكون ثلوجها قليلة للغاية , ولكننا سنذكر هذه المرة مقاطعة British Columbia , برغم ذلك فهي من المقاطعات التي تهطل بها الأمطار كثيراً ويكاد يكون ذلك كل عدة أيام وأحياناً كل يوم , فهل سيمكنك برغم حبك للمطر أن تعيش فيه بإستمرار؟ تحتاج لتنظيف سيارتك وحديثتك وجر الماء عن باحة منزلك الخلفية وجراجك بإستمرار بذلك الشكل؟ والقيادة في هذا الوضع الخطر؟ ستكون حياة صعبة بالتأكيد.
وبالطبع مع طول الشتاء وقصر النهار وصعوبة رؤية الشمس يزيد الإكتئاب النفسي , فالشمس واحد من أهم المصادر التي تجعل الشخص متفائل , وعدم رؤيتها مشكلة كبيرة.
لو طال إنتظارك حتى ظهور الشمس ستحصل عليها بشكل جيد في فصل الربيع , ولكن ليس لفترة كبيرة , فقد تتراوح مدة فصل الربيع بين أسبوعين وثلاثة أسابيع فقط لا غير كجو معتدل ثم تذهب لفصل الصيف ذو إشعاعات الشمس الضارة كما ذكرنا وبذلك تجد نفسك تسعى للهرب منها وليس رؤيتها حتى لا تضع الكثير من الكريمات المضادرة لأشعة الشمس وهي عملية غير محبوبة.
وجدير بالذكر اللهم إحفظ جميع القراء والسادة المهاجرين أن نسبة سرطانات الجلد في كندا بسبب ذلك كبيرة للغاية , لذا فالحرص كل الحرص في حالة كنت من عشاق الشمس.
بالنسبة لي شخصياً كمحمد فايز البرودة والشتاء هما عشقي الخاص , فأنا كاتب مدون ومصمم مواقع وعملي بالكامل يتم على الحاسوب , وأعشق المنزل أكثر من العمل والتعامل مع البشر , لذا فهذه الحياة تناسبني بشكل مذهل وكل ذلك أجدع مميزات وليست عيوب.
المساحة الضخمة
كما عودناكم , العنوان لكل فقرة سلبية يدل على ميزة وليست عيب , ولكننا نوضح لك العيوب في هذه الميزة حتى لا تفاجئ بها , من مشكلات المساحة الضخمة أن التنقل بين كل مقاطعة وأخرى قد يحتاج لزومن يصل إلى 4 ساعات بإستخدام الطيارة , لك أن تتخيل ذلك أن المساحة الضخمة تلك والتي تمثل ميزة هائلة للحصول على موارد أكثر لعدد السكان القليل هي عيب قاتل لمن يبعد عمله عن منزله , والحل الأمثل من أجل ذلك هو أن يكون عملك بجانب منزلك , لذا ستجد أنه من النادر أن يكون لشاب منزل تمليك , بل أن الشباب دائماً ما يتعاملون بالمنازل والشقق الإيجار حتى يسهل عليهم التنقل في أي وقت لو تركوا وظائفهم أو وجدوا وظائف أخرى بمقاطعات أخرى , والوقت في السفر كما ذكرنا يشابه إلى حد ما الزمن اللازم للتنقل من بلد لأخر.
بسبب المساحة العريضة لكندا والتي تغطي شمل قارة أمريكا الشمالية من الشرق إلى الغرب فإن كندا تمر ب 6 مواقيت مختلفة , يقول أستاذ أحمد الزغبي أنه أثناء سفري بالطائرة من مونتريال إلى فانكوفر أأخذ وقت قد يصل إلى 4 ساعات ونصف !! وهو ما يعني أن إنتقالك من مقاطعة إلى أخرى أشبه بقرار هجرة جديد , وعليك محاولة البعد عنه والإستقرار بقدر الإمكان. وإلا فستحتاج إل بيع وتصفية جميع ممتلكاتك , والتعرف على القوانين للمقاطعة الجديدة ونظامها , وهو ما يجعل قرار إنتقالك بحياتك وبأسرتك إلى مقاطعة أخرى قرار صعب إتخاذه للغاية.
قد يكون الإنتقال ضرورياً للحصول على عمل أفضل كما ذكرنا , وهذا هو ما قد يكون مشكلة حينها ويجعل المساحة الضخمة شئ جيد وسئ بنفس الوقت.
الثقافة
كندا بلد حديث , ثقافته وعاداته تقاليده مستقاة غالباً من المهاجرين وثقافات الدويلات الصغيرة التي إتحدث في خمسينات القرن العشرين مكونة لكندا , لذا فالمعالم لهذه الثقافة ليست واضحة للغاية إلا ببساطة مثل الحرص على الخصوصية والشفايفة والعمل بجد والإهتمام بالتعليم وبالنسبة للترفيه تجده غير محل إهتمام كبير في هذه الثقافة , فغالباً ما يكون لغير المسلمين بتناول الجعة في أماكنها الخاصة بعد العمل وقبل النوم أو الجلوس لمشاهدة التلفاز ومشاهدة أو ممارسة رياضة الهوكي, وحتى أن القراءة لا تمثل أي إهتمام بالنسبة للشعب الكندي .. هل أعني بذلك أن كندا شعب جاهل؟ ليس علمياً ولكن سياسياً وخارجياً , فهو لا يهتم كثير بما يحدث خارجها وجل إهتمامه بنفسه وبما فعله قاله الوزير في يوم الأربعاء من كل أسبوع أثناء إستجوابه في البرلمان عن ما فعله لمواجهة مشكلات البلد ومسئولياته كل أسبوع إلخ.
رما يعود السبب إلى أن كندا بلد مهاجرين همهم الأساسي البعد عن الماضي وعدم متابعته أو متابعة أي شئ عن بلد أخر غير كندا لاحقاً , ستجد الموظف همه هو إتمام عمله والحصول على أجره وشراء حاجات ودفع فواتيره وضرائبه والعيش بسلام , قد تكون هذه ميزة ضخمة حقيقة وعن نفسي لن أتابع نشرات إخبارية عالمية أو ما يحدث بالخارج عند وصولي إلى هناك بمشيئة الرحمن. فهي الحياة البسيطة تناسب شخصاً بمثل طباعي وأفكاري. وقرائتي وثقافتي لن تكون سوى عن مجال عملي والأبحاث والروايات العلمية وجديد هوليود فقط .. لست بشخص هام أليس كذلك؟
كندا بلد الكوكتيل , فتجد أن العادات والتقاليد فيه تختلف من فئة لأخرى ومن مكان لأخر , في مكان ما تجد الصينيين الذين يعشقون أنواع من الأأطعمة غير مستحبها بالنسبة لغيرهم , ولهم طقوس يعتبرها البعض غريبة ولكنها طقوسهم التي لن يغيرها كما لن تغير أنت طقوسك في عبادة الله وحده لا شريك له , ستجد الهنود ولهم تقاليدهم الخاصة , وكذلك البريطانيين والأمريكان الكنديين وغيرهم وغيرهم , فهي بلد تحوي جميع أجناس العالم , ليس لهذا البلد ثقافة موحدة ولكن ما يوحده هو قوانينها التي أثبتت مع الوقت إنها جديرة بجعل كندا واحدة من أعظم دول العالم وأنها من الشفافية والقدرة على ملئ الثغرات القانونية التقليدية للدرجة التي تجعل القوانين الكندية مثال يحتذى به ويجب أن يتم تطبيقه في بلادنا وحينها فقط قد لا نجد الرغبة في الهجرة إليها.
لعلك لا تعلم ولكن بطل ممثل Travelers للخيال العلمي عن السفر عبر الزمن الشهير إيريك ماكورماك Eric McCormack ممثل كندي , المسلسل من إنتاج شركة نتفليكس ولكن الأداء يدل على أن مجال التمثيل في كندا ليس بالصغير وأن المستقبل أمامه رائع للغاية.
![]() |
الممثل الكندي إيريك ماكورماك |
الرفاهية
لا نعني بها ما ذكرناه بالنقاط السابقة عن الخروج والفسح , فالمقصود هنا الرفاهية في الممتلكات , فالمنازل العربية تجدها تحتوي على رخام الملابس بأنواع وموديلات كثيرة المساحات الخاصة بالشقق كبيرة وغيرهم أما في كندا فكل ذلك لا إهتمام به , لا نعني بذلك أنهم لا يحبون الأناقة , بالعكس هم شعب أنيق للغاية , ولكن نقصد بذلك أنهم أيضاً يعشقون البساطة , شعب لا يحب المظاهر كثيراً مثل اليابانيين , حتى أن الكثير من العرب يهتمون للغاية بالديكورات وبالأخص في مصر تجد مثلاً ما يسمى النيش واحد من الأساسيات للعرسان برغم إنه لا يتم إستخدامه حتى الموت , ولكن في كندا الوضع مختلف تماماً , والحصول على شئ يعني أهميته أو ضروريته وليس من أجل المظهر الإجتماعي أو الشكل أمام الأخرين إطلاقاً. وذلك ينطبق على الغني قبل الفقير في كندا. فقد تجد في كندا جاكيت ماركة رودساك بسعر ألف دولار ولكن بعد شراءه تجده مثله مثل ذو سعر ال 50 دولار مثلاً من حيث الخامة وغيرها , لذا فالقادمين من الخليج يشعرون بفجوة كبيرة عن حياتهم السابقة المرصعة والتي كان فيها إهتمام أكثر من ما سيرونه أمامهم.
لا نتحدث فقط عن رفاهية الشعب بل نتحدث أيضاً عن الرفاهية الحكومية , فالحكومة لا تهتم كثيراً بشكل الطرق (هي أساساً مليئة بالاشجار بكلا الجانبين) ولا الكباري , ولكنها تهتم بالخضرة والبحيرات , فهذه ليست من أجل المظاهر فقط بل أن الخضرة أساس من أساسيات الحياة للتنفس والطعام والحالة النفسية , وكذلك البحيرات هامة للأسماك والشرب وغيره , لذا فهم يهتمون بها ولا يهتمون بالبناءات كثيراً. لذا فالطرق والكباري عادة ما يتضح عليها القدم برغم أنها يتم عمل صيانة إحترافية ومستمرة لها.
حياة المسنين
العرب يهتمون دائماً بأبائهم وأجدادهم , ذلك جزء من عاداتنا وتقاليدنا وغرائزنا التي تصعب علينا البعد عن أحبابنا وعائلاتنا , بل إننا نشعر بالندالة عند تزوجنا وبعدنا عن أبائنا وأمهاتنا , ولذا فحينما يكبرون في العمر نسعى دائماً لأن نظل بجانبهم أو نعيش نعهم ويعيشون معنا بإستمرار للتأكد من مراعيتهم بشكل لائق ومناسب ورداً لجميل تربيتهم لنا منذ نعومة أظافرنا , أما في كندا فالوضع مختلف , فتجد أن الغالبية العظمى حين كبر أبائهم يقومون بوضعهم في دور مسنين , هم يظنون أنهم بذلك لا يفعلون شئ خاطئ بل أن هؤلاء الأباء أنفسهم هناك يجدون أن ذلك مناسب حتى يتفرغ أولادهم لحياتهم , لا يشعرون مثلنا بغصة في الحلق من هذا الفعل , فلك أن تتخيل عند تربية أولادك في مجتمع ليس به مشاعر في هذه النقطة , حينها عندما تكبر سناً وتحين لحظة رعايتك على أيدي غيرك أعطاك الله الصحة وبارك لك بها , أولادك لن يشعرون بأنهم يرتكبون إثماً أو شيئاً خاطئاً, فهذا ما وجدوا عليه المجتمع الذي ترعرعوا به , هذا ما يفعله أصدقائهم وزملاء دراستهم وعملهم وأحبائهم وما سيفعله بهم أولادهم , كل ذلك لو لم تلقن أولادك العادات والتقاليد الخاصة بكم في بلدك. وهذا هو العلاج الوحيد لهذه النقطة , إجعل دائماً الأسرة هي شيفرة وإيمان كل شخ في عائلتك حتى لو كانت زوجتك كندية.
لاحظ أن ذلك ما يفعله الغالبية العظمى هناك , بل وأن حتى زياراتهم تكون لأبائهم وأمهاتهم بدار المسنين مرة في العام مثلاً , ولكن البعض الأخر يذهب إليهم بإستمرار , والبعض يجعلهم معهم في بيوتهم دائماً لو كان المنزل كبير لرعايتهم بأنفسهم أو يوفر لهم متخصصين برعاية المسنين لو كان الدخل جيد , ولكن قد تكون هذه النقطة صعبة وخاصة بالنسبة للمهاجرين الذين يبدأون حياتهم من الصفر وحين وصولهم إلى ذلك السن لا يجدوا من المال ما يكفي لكل هذه التكاليف فيلجأون إلى دار المسنين لأن أولادهم أيضاً مازالوا في بداية حياتهم.
دار المسنين هناك أيضاً يختلف مستواها , فلو كان الدخل جيد سيكون بالإمكان إستقرار الشخص المسن بدار جيدة , وبالعكس لو كان الدخل ضعيف فستكون هذه الدار أيضاً بمستوى متواضع.
ملحوظة: دار المسنين يتحكم في دخل المقيم به , وكما ذكرنا تختلف جودة الخدمات به طبقاً لدخلك.
ولنكن صريحين فإن هذه المشكلة أو النقطة السلبية هي واحدة من النقاط المنتشرة بجميع دول العالم المتقدمة تقريباً , ستجدها منتشرة بأمريكا وأوربا وغيرها من الدول العظمى الموزعة على خريطة الكرة الأرضية , حتى أن مصر وبعض البلاد العربية يوجد بها بعض العائلات ممن يتعاملون بهذه النقطة.
التعليم الجامعي
نعم ذكرنا أنه نقطة إيجابية وأحد الميزات القوية أيضاً , ولكننا نتحدث هنا عن تكاليف ذلك التعليم الجامعي , لن ننكر أن تكاليفه أقل من تكاليف التعليم الجامعي في أمريكا مثلاً , ولكنه مازال يمثل عبئ كبير وليس بالرخيص , فتكلفته أكثر مثلاً من تكاليفه في دول مثل ألمانيا وفرنسا , وهو ما يجعل من الصعب على أي شخص في كندا الحصول على التعليم الجامعي إلا لو كان يعمل وعمله ذلك يستطيع منه توفير تكاليف ذلك التعليم. وحتى لو لم يكن يعمل فإن يضطر للإقتراض مما يجعله بعد إنتهاء دراسته مضغوط مادياً بدون كثيرة ومجبوراً على العمل من أجل سداد هذه الديون وليس لسداد مصاريف حياته الطبيعية والراحة.
بالطبع تختلف مصاريف التعليم طبقاً للمجال ومدى جودة الجامعة التي ستنضم أنت أو أولادك إليها , وبشكل عام فإن هذه النقطة السلبية ستجعلك تحاول توفير المزيد من المدخرات من أجل تعليمك أو تعليم أولادك لاحقاً في جامعات أفضل.
الضرائب
للأسف هذه ليست بميزة على الإطلاق إلا في إنها بها شفافية كبيرة وسيمكنك الحصول على بيان عن ما تم تحصيله من ضرائب في مقاطعتك وما تم عمله بهذه المبالغ خدمات مقابل مالك , بل وإنك ستحصل على مال في نهاية العام لو توفر البعض منه , فيتم توزيعه على الأسر التي دفعت هذه الضرائب سابقاً , ولكن الضرائب بشكل عام ليست بالقليلة إطلاقاً , حتى إننا سنقوم بكتابة مقال خاص عنها لاحقاً , ولكن كمثال بسيط الأن .. بإفتراض أن شخصاً ما يعمل موصل للبيتزا بأحد المطاعم في مقاطعة كيبيك , فإن الحد الأدنى لأجره هو تقريباً 12 دولار في الساعة , ولكن بالنسبة لشخص يأخذ إكرامية مثل الجرسون أو موصل الطلبات فالحد الأدن يقل ليصل إلى 9.8 دولار في الساعة (اقل من 10 دولار بالساعة) وطبعاً سيتم خصم ضرائب منه بنسبة 8% على أساس أن الحكومة تقول أنه سيتم إعطائه إكرامية غالباً , بالإضافة إلى سيقوم بدفع ضرائب تقدر ب 20 إلى 25 % سنوياً , وكل هذه الضرائب والمستقطعات هي فقط عند تحصيله لأجره (ضرائب على الدخل) وهي غير الضرائب على المشتريات , فحينما يدخل إلى مكان مثل وولمارت مثلاً سيجد باكيتة زجاجات الماء بها 24 زجاجة بسعر 2 دولار تقريباً , وعند الدفع سيدفع 10% إضافية ضريبة للدولة (20 سنت كندي) و 5% ضريبة للمقاطعة (10 سنت كندي) فيجد نفسه دفع بدلاً من 2 دولار ما قيمته 2.30 دولار.
الروتين
في كندا هناك نظام وتنسيق , ذلك ما يجعلك في حاجة لأخذ ميعاد قبل الذهاب لأي مقابلة أو لعمل أي شئ تقريباً , نعم ذلك جيد بالنسبة للتنظيم وحياة ليست همجية ولكنه يؤدي إلى الكثير من التعطيل وضياع الوقت في حالات تكون في بعضها في عجلة من أمرك مثل الحالات الصحية , أنت ستكون في حاجة دائماً لحجو ميعاد بالمستشفى أو لدى الطبيب وليس بالذهاب فوراً , أو تذهب فقط لأخذ ميعاد قد يكون بعدها بعدة ساعات وأحياناً بعدها بأيام (ملاحظة: يختلف ذلك في الحالات الطارئة بالطبع) , لذا فقد تعاني من رتم بطئ ورتيب في الإجراءات وخاصة عند التعامل مع الحكومة ولكنه منظم ويضمن حقك وحق غيرك بكل تأكيد.
الإباحية والمخدرات
كندا من أكبر دول العالم في إنتاج الأفلام الإباحية للأسف وبها الكثير من الشركات الضخمة في هذا المجال , قد تكون هذه الشركات غير متوفرة أماكنها بالأماكن السكنية ووسط البلد إلا إنها موجودة , نعم ليس هناك داعي لقلق على أطفالك , فالقوانين الكندية تحميهم لأقصى قدر , ولكن مجرد تواجد هذه الشركات يضيف عليك عبئ جديد كأب , نعم الإباحية منتشرة على الإنترنت حتى في أوطاننا العربية ومفتوحة للجميع ولكن هناك برامج وتطبيقات تساعدك في إغلاق مثل هذه المواقع وتساعدك في إتمام عملك وهدفك لتأمين أطفالك من كل سوء , ولكن مجرد وجود مثل هذه الشركات سيسبب حالة من الذعر لدى أي أب في العالم.
المخدرات أيضاً منتشرة في بعض الأماكن , بل أن الحكومة الكندية منذ عدة سنوات وبالتحديد في أكتوبر 2018 قامت بتقنين إستخدام الماريجوانا , والحشيش لبيعه في محلات بيع الخمور , مما سيسهل من الوصول لها , ولكن ليس للمراهقين , فهم ممنوعين تماماً من ذلك , ودورك أنت هو تأسيسهم بشكل سليم للتعامل مع هذه الحياة.
ولا يعني ذلك أن الجميع يتعاطون المخدرات أو سيئين و بل بالعكس يا صديقي , البعض يشرب هذه المخدرات وهو قمة من قمم الأخلاق , والبعض لا يشربها ولكن طباعه من أسوأ ما يكون , وهناك الشعب من حيث الصحة والإهتمام بالنفس واعي لأقصى درجة , فلن تجد الكثير ممن يتعاطون هذه المخدرات إلا صدفة في بعض الأماكن , حتى لو وجدت أن المتاجرين بها متوفرين في محلات الخمور.
ولا يعني توفر شركات الإباحية في كندا إنها كلها تعمل بالدعارة , فالشعب الكندي كما ذكرنا شعب واعي صحياً وذكي ومتألف من مهاجرين من جميع أنحاء العالم , فقلة فقط هم من قد يلجأون إلى مثل هذه الأمور , ولا تنسى أن المهاجرين بطبعهم يخافون دائماً من الوقوع في المشكلات مما يجعلهم يتجنبون دائماً مثل هذه المسارات الشائبة.
كما أن الدعارة والمخدرات لا تكون متاحة إطلاقاً بجانب المناطث السكنية أو النوادي أو المدارس. لذا فوجود مثل هذه الأشياء قد لا يكون خطراً على أطفالك ولكنه يمثل عليك عبئ نفسي وتربوي أكبر من العادي , وستجد إهتمامك لا يقتصر على بناء مستقبل مادي جيد فقط بل التربية السليمة أيضاً.
ملحوظة هامة جداً: تربية أطفالك في المدارس العادية أفضل من المدارس الدينية لسبب بسيط , بعض هذه المدارس الدينية يربون الأطفال تربية متشددة لا تصلح للحياة في كندا ولا هي أصلاً من أصول الإسلام أو المسيحية واليهودية , لذا فأفضل ما يمكنك فعله هو متابعة طفلك وما يتعلمه أولاً بأول ويفضل أن تكون زوجتك مثلاً لتساهم في ترسيخ الأصول والتقاليد التي تجد أفضل وتدعمها بما تجده جيداً وتطويراً للأفضل بشكل مكتسب من الحياة في كندا .. ودمتم بود.
الخلاصة
الأن بعد أن ذكرنا السلبيات وقد سبق أن ذكرنا الإيجابيات , من حيث رأينا الشخصي مازلنا نجد أن كندا هي دولة من أفضل دول العالم للحياة إن لم تكن أفضلها على الإطلاق , ذلك رأي شخصي لإننا نجد أ جميع السلبيات السابق ذكرها تلك يسهل التغلب عليها بعون الخالق عزوجل وتوفيقه وحسن التخطيط والتحضير للحياة هناك , بل أن غالبية الدول العظمى والأرضى حضارياً توجد بها سلبيات وعيوب أشد وأكثر خطورة من سلبيات كندا , ولا توجد بها حتى نصف مميزات كندا , ولكن .. ذلك رأي شخصي لا تدعه يؤثر على رأيك أنت , فأنت من يدرك ما يمكنك إحتماله من سلبيات , وما هي المميزات التي تقضي على مشاكلك في بلدك , وأنت من ستعيش حياة كاملة بل وستثر إختياراتك تلك على ذريتك من بعدك , فكن حريصاً قبل إتخاذ قرارك بالهجرة وإدرسه جيداً من جميع الجوانب الإيجابية والسلبية بحيادية تامة.
نتمنى أن يكون مقالنا اليوم قد نال إعجابكم .. مع أطيب أمنياتنا للجميع بالتوفيق
مدونة هجرة العرب إلى كندا
تعليقات: 0
إرسال تعليق